مضى على عملي في مجال البرمجة بشكل احترافيّ ما يقارب الـ 15 سنة وقد عاصرت التقنيّة والبرمجة طيلةَ حياتي. في هذه المقالة، سأشارك معكم الأشياء التي تمنّيتُ لو أنّني عرفتها قبل أن أبدأ رحلتي في تعلّم البرمجة.
أوّلاً: ممارسة البرمجة وكتابتها بشكل أمثلي ما هوَ إلّا رأيٌ شخصيّ!
غالباً ما يتمسّك المبرمجون بآراء معيّنة حولَ فعل الشيء بالطريقة الصحيحة وهذا أمرٌ طبيعيّ. يصبحُ هذا مشكلةً عندما نقبل "الممارسة المثلى والأفضل" لشخصٍ ما على أنّها الحقيقة المطلقة.
عندما بدأتُ في تعلّم البرمجة للمرّة الأولى، كنتُ كثيرَ التأثّرِ بهذه الآراء التي تطرح على الإنترنت. هذا أدّى إلى قلقي وتوتّري أثناءَ كتابتي لبرنامجٍ أو تطبيقٍ ما وتفكيري المستمر في أنّني لربّما أكتبه بشكل خاطئ.
أتمنّى لو أنّ أحداً ما أخبرني بأنّ جميع هذه الآراء لا يجب أن تؤثّر على احتياجات التطبيق أو البرنامج الذي أقومُ ببرمجته، وأنّه في أغلب الأحيان يجب علينا أن نثقَ برأينا وتحكيمنا في كون الطريقة صحيحةً أم لا.
ثانياً: من الطبيعي جدّاً أن تطلب المساعدة
كمتعلّم للبرمجة، أضعتُ الكثيرَ من الوقت في تعلّم الأشياء وفهمها لوحدي بينما كانَ يجب عليّ أن أطلبَ مساعدة الآخرين.
من هذا المنطلق، نحنُ نعيش في العصر الذهبي لتطوير البرمجيّات، حيثُ باستطاعتنا أن ننشرَ سؤالاً على الإنترنت وفي أغلب الحالات سنتوصّل إلى ردود تحتوي إجاباتٍ واضحة ودقيقة وذلك في غضون دقائق فقط.
وأنا لا أعني أنّني لم أسأل أيَّ سؤالاً قط، ولكنّني لم أسأل الأسئلة بكثرة كما كانَ يجب عليّ أن أفعل.
ثالثاً: سيدفعُ لكَ أحدهم المال مقابل العمل الذي تحبّه
استغرقَ الأمر ثلاثَ سنوات بينَ كوني خبيراً في البرمجة إلى أن بدأتُ بتقاضي المال مقابلها.
وهذا بسبب أنّي كنتُ أفتقرُ إلى بعضٍ من الثقة في قدراتي، بالإضافة إلى أنّني لم أعرف ماهي الوظائف المتعلّقة بالبرمجة وأنّ هناكَ العديد من الأشخاص سيدفعونَ لي مقابل ما أعرف فعله.
أتمنّى أنّني لو فهمتُ الطلب الكبير على المبرمجين في سوق العمل والمهارات والخبرات المتنوّعة المطلوبة.
غالباً ما يسألني زملائي الذينَ لديهم خبرة بالبرمجة ولكنّهم لا يعملونَ بها، "كيفَ أصبحُ مبرمجاً؟" إجابتي لهم في العديد من الحالات هي أنّهم يمتلكونَ الخبرة اللازمة، ما عليهم إلّا أن يبدؤوا بالالتحاق بالوظيفة المناسبة.
رابعاً: لا يوجد أيّ مشكلة إن أردتَ الخيار الأسهل والأسرع
نحنُ نعمل في مجال حيثُ تكافئ المهارات التقنيّة، ويتم الإعجاب بالقدرة على حلّ المشاكل التقنيّة وتعظيمها.
هذا الأمر جيّد ولكن، قد يؤدّي إلى شعوركَ بأنّك لستَ بمبرمجٍ بحقّ إن قمتَ بسلوك الطريق الأسهل أو إن اختصرت بعضَ الخطوات. عندما بدأتُ بتعلّم البرمجة، شعرتُ أنّني بحاجة لأثبت قدراتي لنفسي باختياري الطريقة الأصعب.
أتمنّى أنّني لو عرفتُ أنّه لا يوجد أيّ مشكلة إن قمتُ ببرمجة شيءٍ ما بسرعة دون التقيّد ببعض القواعد، خصوصاً إن كانَ المشروع في مراحله الأولى.
إذا شعرتَ أنّك بحاجةٍ لأن تختصر بعض الخطوات لكي تقومَ بإنجاز المهمّة في الوقت المناسب فلا تقسوَ على نفسك. يمكنكَ أن تعودَ إلى البرنامج وتقوم بهيكلته وإعادة تنظيمه في أيّ وقتٍ كان.
أتمنّى أن تكونَ هذه النصائح مفيدة. إن كانت لديكَ أيّ نصائح تريد أن تشاركها مع المبرمج المبتدئ فقُم بكتابتها في التعليقات!
تُرجِم من المصدر
تعليقات
إرسال تعليق